السبت، 14 سبتمبر 2019

حكاية غريب _ صوته





عن صوتِه سأكتب 😊 يبدو كأنه في بداية الثلاثين ، يمتلك صوته اهتزاز دافيء وبحة تُحرك الروح وتُفتن الخلايا بسجية الإحتراق الجميل ، ليس كغيره مزيج من حيرة وتقديس وبعض من عظمة وضعف أو كما قال هو إعتيادي في حضرتهم لكنه يُنادي الأعماق نجدته من اليأس والألم ؛ صوته عنفواني بعض الشيء لكنه طبطب على مسمعي قساوة الآهات والتوجس ، صوته كشجرته تلك التي يجن بها مفعمة دهشة وكبرياء وألق وغموض جعلني أسأل نفسي كيف وجدني وتعلقت به كتعلقي ب(شلوخ جدتي) التي لا تُفارقها ولا تُفارق مُخيلتي وبصيرتي بحكمتِها وأُحجياتها ، كيف أخذني إليه في صمت وهدوء طاوعته وصادقته قلباً وعقلاً وإتزانا ، كيف أنتظره وبداخلي براكين طاغية يملأها هو ثورة وإشتعال وتمرد على مبادىء الأيام قبله . يشبه صوته إدمان (درويش) لإيقاع (النَوبة) وحلقات (التُقابة) التي تجعله يَرقُص في خَدَرِ وجنون من اللا وعي جعله يرى جميلته تلوح بأياديها من على بعد قدره ألف سنة ضوئية تُرسله السلام والشوق ويرسمها ليلاً في سماء الوحدة بألوان عباءته المزركشة حورية تسير على درب التبانة في تيهٍ وعجرفة تشبه غنج (البدو) في الليالي الراقصة . صوته كقصيدة طويلة جداً تسترسل في الروح مُداعبة دون ملل ، كلمسة طفل حديث الميلاد والأكسجين إبتسم فظهر القمر في وضح النهار ، كقصة بدايتها غُربة وأحداثها مشوقة ونهايتها مُبهمة كنهاية قصتي مع الغريب التي لا أعلمها بعد . صوته بكل صلابة وانهزام يسلبني راحتي وسكوني ويُبدل حالي الى عشق لا أقوى على مقاومته هو غريب مُذهل كأنه ترتيل لأحلامي التي أخذها البحر بعيداً حين انكسار لَملمه موج الدموع وعاصفة الآهة فجاء صوتك اليوم يُبشرني بك وأنا بين (أُصدق) أو (لا أُصدق) حائرة ولا أدري لماذا أكتبك ؟ وأنت الغريب الذي توج نفسه مُلهماً دون أن يسألني كيف أبدو وقد غزاني وأنا لا حول لي ولا حُجة إلا سؤالي لك يا غريب : ثم ماذا بعد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق