الأحد، 22 سبتمبر 2019

حكاية غريب _ ميزان ام عقرب







سَمعتُ كثيراً عن محاكاة العقل الباطن لشعورنا وأفكارنا وتوقعاتنا فأصبحت أُروضه كلما سنحت المُقل مآزرة ما أصبو إليه ، أجدد همتي وأنشدها على حواف اللحظة وأستلهم من كؤوس المسافة نخب القُرب والقرب أجمل بغريبِ لا يُهدر وقتي متعة واستثارة لأحرفي بل يستمهلني عند كل كلمة ويفجر مكامن الروح لأحكيه كل أسراري ، وما يزيده حيرة هو أنه يُريد أن يكتشف كيف أعرف عنه كل هذه الأشياء دون وجود سجل سابق يوثق إيماءة نظرة أو لمحة انحناء على قارعة طريق جمعنا حين تصادم سريع دون أن نقول لبعضنا عذراً .
بنفس الوتيرة كل يوم يُنقب في دواخلي بكل فوضى وبعثرة وينبش كل خفايا قلمي كطفل لا يهدأ ولا يمل تحطيم تحف الفخار عند زيارة لغريب ما ؛ هو كذلك يجدني مُبهرة الى الحد الذي يجعله يفقد توتره السطحي فيسمح لكل اشتياقه الفضولي أن يستدرجني دون رحمة الى ملعبه فأقع هشة أمامه وأتحطم في تناسق كأنه يُعيد هيكلتي وليس العكس ، يُعجبني ذلك التحطم المجازي وأنت تُناظرني أيها الغريب في كياسة وهندمة تفقدني الوعي والنُطق .
الصدفة تجرب معي كل طقوسها ، أخذنا التودد الى حديثِ عن الأبراج رغم قلة أو إنعدام معرفتي بها ، تبادلنا من الكلام ما يجعلني أبدو كاحدى الشهيرات المفكرات في عالم الأبراج وأنا أترنح ضحكاً وأُردد في سكون : " كذب المنجمون ولو صدقوا " وأتابعك تنتقم لحيرتك يا غريب فتجعلني أخمن الى أى برج فلكي تنتمي ؟ لن أتردد في إجابتي واعتقدتُ انك ستُصدم من قولي : ميزان أم عقرب ؟! وأنا لا أعرف لك ميلاد الا ميلادك المُهيمن بداخلي ، تابعت حديثي وانا أتلو عليك صفاتك وكانت من وحي حبي لطبعك ومعاملتك المنمقة بالحنين والإيثار ، وفي لحظة حرجة لا تسع الاحتراق الذي يعتريني تحسستك نبض مسموع يخبرني بكل دهشة : كيف تعرفين كل هذا عني ؟! هل إلتقينا في عالم آخر ؟! هل تعانقت كلماتنا في نصوص الهيام واللوعة ؟! مهلاً مهلاً يا غريب نعم إلتقينا لكن دون لقاء ، إلتقينا في مكان بلا حدود تعانقنا بلا حدود تبادلنا قُبلات النبوءة دون حدوثها وكانت الثمرة أن جنيتك صدفة وعشق وبعض الصداقة التى أكتفيها وأوزنها بكل مشاعر الكائنات الكائنة و الغابرة ثم العابرة الى الصراط المستقيم ، نعم إلتقينا فدعنا من حديث برجك الآن لأخبر عينك الشامخة حديث أرض العاشقين وأصرح لبؤبؤ عينك الأسود سر تعلقي بك وأستبيح اليوم محاولاتك المخبئة في خيالي فأسترسل الى عنقك سلامي وتحيتي وسلسبيلاً الى دواخلك العامرة فأُسقطك ببطء على وسادة سحابة رمادية تُنادي عليك جهراً وشوقاً وتنهض عنك ماضيات خجلي وتآسرك بلا حواجز حتى تُسقيك رحيق روحي وأنت لا تزال تطلب وتطلب : ثم ماذا بعد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق