الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

حكاية غريب _ مخاوفه



أجد صعوبة بالغة في البوح اليوم ، يعتريني شعور باليأس منذ الصباح وبداخلي عتمة تبكيني في صمت ، لم أكن أعلم أن وجوده سيؤثر بنفسيتي هكذا ؛ استمرت حالتي بالغروب لفترة كانت كافية بأن استرجع كل هفواتي السابقة في لحظة الى أن ظهر الغريب وسألني الحال والصباح وذلك الصداع الذي يزعزعني كل حين دون توقف ، وأذكر أنه حاول جهده أن يفهم كيف بدأ يومي حتى وصلت الى هذا التشاؤم ؛ حاول مرتين ولم يفلح فخطر بباله أن يدهشني بشيء من التشويق أقتبس أنه قال لديه الحل والخلاص من هذا البؤس الذي يعتريني ، شعرتُ بفضول لأعرف وجاء الجواب من الله حين سمعت الآذان يناديني لأُصلي ، استآذنته لأُصلي ، شعرتُ بعدها بسكينةِ دافئة رفعت يدي مُناجية ألا يحرمني ربي وجود غريبي ، عدتُ إليه بعد ذلك فسألني عن مخاوفي مقابل أن يخبرني هو أيضاً ما يهابه ، سَعدت جداً بعرضه وبدأت أحادثه ، كم تمنيت حينها أن يقف أمامي ويغمرني لأتنفسه وأهجر محرابي الأسود ؛ كم تمنيت أن تُلامس أناملي غابات لحيته الداكنة ، كم تمنيت أن أقول له أن كل مخاوفي هي فقدانه وخسارة قيم الصبابة بعده ، أتدري يا عزيزي أنا لا أخاف في حضرتك بل أحتضر حين تجنح الأيام دون لِحاظك ويبدأ الفجر دون ابتهال يحتويك . سمعت هذا الصباح في برنامج إذاعي أن أكبر مخاوف العشق الفراق كأن مقدم البرنامج كان يقرأني ويعرف ما يفكر به خاطري ، سرحت مطولاً في داخلي فانتابني حدس بأن غريبي ينتظرني كل هذه السنين ؛ كان يريدني بقربه ويعشقني بصمت وانفصام بين مخاوفه وأحلامه وفي فوضى الآهات أخبرني اليوم أنه يُعاني فوبيا الزحام فلا يستطيع التنفس دوني كم أسعدني حين قال أنه يرأني بعين الثقة والوداد لذلك سيصرح لي بكل تفاصيله التي عشقتها سلفاً قبل كل شيء ، تلك التفاصيل التي تثير جنوني وتنزعني من ثباتي ، أتعلم يا غريب مخاوفك جميلة بالقدر الذي يجعلها لا تستحق هذه التسمية فقط جرب أن تصطحبني في موعد ذات ليل وقمر سأنسيك يومها من أنت فقط جربني لأُعلمك أن القرب أروع ما يكون عندما تنظر بعيني وترى ولهي وعطشي وكثافة لوعتي حين أغار عليك ؛ نعم الغيرة من هواياتي وملذاتي المتقنة بعناية وجودة فلا تختبرني يا غريب وتجني ثمار غضبي الثائر المعبق بحنان كنظرة عينك الجريئة . يا غريب لدي طلب صغير أصغي إليه جيداً لا تطيل في غيابك فأنا لا أستطيع المكابرة أكثر انا أشتاقك وتقتلني الدقيقة على مدار الثواني ؛ تقتلني أنت ببعدك يا غريب فلا ترحل وأنا هنا أطرز شبابي لأجلك لترتديه فرحاً بقربي فقط انتظرني على ذلك الوعد الذي يحير مخاوفك ويجعلني دائماً أسألك يا غريب : ثم ماذا بعد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق