الاثنين، 16 سبتمبر 2019

حكاية غريب _ ملامحه




في صباح هذا اليوم تملكني الفضول إليه فتصفحت صوره خلسة و يا لها من مصادفة تملكت شعوري بشيء فظيع لا أفهمه يسري في عروقي ، بدأت بوجهه وجدته ينضح قسوة تجذبني إليه وحزن عميق كعمقِ حبي الخفي له . وجهه وجدت فيه رأفة من نفحات الجنة تحسسته وفي داخلي لحن عجيب يجرجرني الى إدمانه أكثر فأكثر ، وجدته كما تخيلته تماماً صامد رغم هشاشته وعاقل رغم مزاحه المتكرر وجدته مثلي يفتقد الوجود والأمان . أما عيناه فيالمصيبتي وحيرتي فيها ! عين تخرجني من ذاتي وتطوف بي بقاع كل الأرض بلحظة فأجن بها كلما لمحت سوادها الآخاذ ، عين كشمس الله تملأني طاقة وأشعة ملونة بأيات السمو فتبوحني بما يحمله قلبه من شوق لي . يمتلك حاجب يعاندني حين نظرة ويجبر جفنه مطاوعته ليمنحني إلهام الحياة في دواخله والنعيم به حيث لا شروط ولاقواعد سوى قانون اللهفة المضيئة بهمس خجله وعدم تصريحه بما يحمله لي من هوى واحتواء . يداه توحي لي بأن صدره يسع العالم ويسعني ملاذاً ومنزلاً ؛ توحي لي أيضاً بشهامة رجل فريد لا يشبهه مثيل ولا يُقارن بمقياس ولا عقل فقط هو رجلي الذي زارني ذات حلم في إحدى ليالي الهزيمة فأعطاني روح أستطيع أن أحارب بها كل كينونات اليأس وأنتصر عليها به كسلاح مدمر لكل أدمعي ، ملامحه غريبة كغربتي من قبله ، ملامح تنثرني وتعيد تشكيلي وتطبعني قُبلة علي خديه في وهلة متسارعة النبض ، ملامح جبارة باستطاعتها تجديد خلايا الأمس وترجمتها الي سيمفونية تضيئني مرتين وتضيعني ألف ضياع فقط ليكون الغريب منقذي وبطل بلا منازع في كون لا يفهمني كما أحب فقط أحببت غريبي من البداية وكان صوته بمثابة تعويذة قديمة بحوزتي دون علمي بمفعولها حتى إلتقيه ،وكان سهري معه رائع بشكل إعجازي وبلسم كله تقوى وزهد وتهليل وها هي ملامحه اليوم تعيرني انتباهها وتخطفني الي عالمها وأنا أشير إليه يا غريب الى أين تأخذني ؟! ما بالك اليوم لا تشاورني ؟ ما بالك لا تحاورني كالعادة ؟! ما بالي أنا اليوم أحيطك بريق وموافقة على كل قول واضح كان أو مبهم ، ما بال يومي يهنئني بقدومك وملامحك تكتب كتابها بحبري فتختمه بسؤالي المعتاد : ثم ماذا بعد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق