الأحد، 15 سبتمبر 2019

حكاية غريب _ سهرة الأمس






بالأمس أخذنا السهر الى أبعد حدود الجمال ، تعرفتُ عليه عن قُربِ فوجدتُ فيه السلام الذي أفتقد ، عَرفتُ عنه الكثير وما زلت طامعة أن أسكنه حتى تأخذ سحنتي كل تفصيلِ من سحنته وأنهل من قلبه دفء الأيام ، لا أنكر أنني أريده وأريد أن أمتص من عمقِه كل الأسى والشجن ، أريد أن أهديه ما تبقى في روحي من حب حتى وإن كان هذا الحب لا وجود له إلا في أحلامي البعيدة عنه ، تلك الأحلام التي ترهقني وتُلوع أنفاسي كل صباح . بالأمس كم تمنيت ألا تنتهي الليلة ؛ كم كنت أريد أن أتحكم بكلامي أكثر وأستر عنه ما انكشف من أسرار وحوجة الى أمله العنيد ؛ أعلم أنني غريبة مثله أشبهه ويُشبهني حتى في التفاصيل السمراء التي رسمتها عقارب الزمن على كفيه وبصمتي ، بالأمس تصرفت كلصِ أحمق لا يُجيد سرقة أبسط الأشياء ؛ تصرفت مثله فما كان مني الا أن أطلب منه أشياء أحتاجها كرفقته وصوته فحدث سحر في لحظة غريبة سألني : "هل كنت على قيد الحب " ؟! تمنيت حينها أن أخبره أنني منذ رؤيته أصبحت على قيده وعلى نهجه أتنفس عبقاً ؛ تمنيت أن يستمر ممازحة كلماتي ويعكسها على وجهي بلمحةِ من حزنه الذي يحاول أن يسجنه بعيداً عني لكن هيهات فأنا أريد أن أُصادق ذلك الحزن وأمزقه حتى يتلاشى ويرحل عنه ؛ أُريد أن أنزع الحواجز بيننا فلا جدوى من المسافة وأنا لصيقة بك قريبة كشهيق يعشق زفيره وكوريدِ يجود نبضات وكفراشةِ تسرق الرحيق فتأخذها سلافة وردة نادرة تحمل كل الألوان المقدسة . متصالحة أنا في وجوده ولا أتكلف مهما حاصرني اشتعاله ، فلا تسألني يا غريب كيف أُجيد معرفتك وأتوقع كيف تبدو أنت في وحدتك الكئيبة لا تسألني فقط صدق أنني بالصدفة إلتقيتك فكتبتك مدد للآمال وصدق أن لا علاقة لي ب(الأبراج) ولا أقرأ (الفنجان) ولا أفسر (الكف) ولا أدعي (فلسفة تحليل الشخصيات) فقط أنا مُولعة بالصدق حين أعشق حدسك الذي يمثلني ويمثل جراحي فما عدتُ أريد سواك وأعلم أن هلاكي في ابتعادك ونعيمي في عينيك وبهجتي أن تبتهج معي بكل صدق فأنا مللت (مجاملات البشر) النادرة للنزاهة . أخبرني الآن يا غريب هل ستجيد رسم لوحة تشبهك على فضاء قلبي بألوانك ؟! فلترسمني يا غريب وأعدك أن أقول لك كل أسرار السعادة التي لن تملها وسوف تسألني مراراً وكلك عطش : ثم ماذا بعد ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق