السبت، 14 سبتمبر 2019

حكاية غريب _البداية





حدثني ذلك الغريب عن أمرِ كنتُ أجهله ، سألني لماذا أخاف الكتابة وأبخل فيها بجودِ المعاني ، حدثني بين حيرتي وشغفي عن تلاشي المسافةَ بيني وبين الخجل ، سألني كيف أجوب دواخل الكلمات وأنا مرتدية قناعاً شحيح المقاس . يا غريبي سأذيعك سراً أنا لا أكتب إلا لأهرب مني ولا أهرول في مشاعري إلا عندما يُطاردني الماضي ويبحثُ عن ملاذِ ذكرياته بجانبي ؛ أَتعلم أنا لا أكتب كثيراً قدرما أكبتُ مشاكساتي ؛ نعم يعتريني حياء القلم فلا أستطيع اخبارك كم أعشق الصدفة التي جمعت إختلافنا ، يعتريني شوق لم أعهدْ له نظير ، يعتريني جمال أراه في وجهك وعينيك ولا مفر من البوح إلا عبر حرف مُلبد بأشياء أذكر أنها تدعى (حكايات عشق) لكنني سأُسميها (حكاية غريب) لا أعرف عنه شيء سوى حرف وعين وبعض الأدب الذي ينظمه بيديه في دار بعيدة أخذته حنيناً وغدرا ، لا أعرف سوى أنني بتُ أبحث عن تبرير يُفسر تذبذب نبضاتي وآنين سويدائي الذي يحلم أن يسامر جفنه حتى ينام ويهدهدني غنوة حالمة كطفلة تبحث عن ألوان تُزين حديقتها الصغيرة ، كتلك الجامحة التي أخبرت فارسها تواً أنها مجنونة بحاجبيه حين يرفع أحدهما مغازلاً إياها فتتشنج حبالها الصوتية بوتيرة عهدها تليها همهمة وكلام ما أنزلت الأبجدية به من تفسير ؛ سأخبرك يا غريبي كيف الفضاء يعجُ بالكواكب ؛ وكم كائن صادفته في مكوك الخيال والتنجيم وكلهم كذبوا لم يخبرني أحد أن الأرض قادرة على إنجابك وملاقاتك لي في فسحة من واقع وبعض الهذيان المأجج بالربيعِ السرمدي ، لم يعلمني أحد أنك أتٍ في عجلة من أمر القدر وأنك مُقدر لي علي هيئة فرح وسحر ، هي البداية فقط ياغريب فمرحباً بك بلا مسمى بلا صفة فأنا لا أجد في كينونتي ما يُليق بالتعبير عنك ولك في ذاتي بعض الإستفهام الذي يتعملق كلما رأيت عينك تُخاطبني : ثم ماذا بعد ؟!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق