#نوادر_إبراهيم
#نوادر_إبراهيم
أنا لا أفكر الآن
ولا أستطيع الجزم أن خلايا عصبي الذهني تعمل كما الطبيعة والمعتاد
أنا لا أستطيع أن أستنسخ من ذكرياتي لوحة تجعلني أرقص في فناء ناطحات اللوعة
أنا لا أتلوع إلا حين يقتلني الفضول إلى ما بعد كينونتك وسجيتك
لا أموت إلا عندما تنساني أنت كهمزة وصل لا تصل وصلها إلا بعد انتهاء الكلمة بشقاء وعناء وشيء من اللاشيء ثم نقطة الانتهاء.
رابط (نقطة الانتهاء) على قناة التلجرام
السر والتاج
زولين في فريقاً ما فيهو نَتَاج
السر خمجان متورط تب في ريد السُرة
لكنو التاج
سجمان حظو بتريدو بنية
في شوفا علاج
__
السُرة بتصحى مع الآذان
وتشيل أحلام كنتوش وحليب
وحِليلِه صغيرة مُبرمَة هم
فوق مشلعيب
والدُردُر واقف لا ميل لا عيب
__
تدقش حواشة ملاااانه أسى
مستُورة عفاف ، مبنية قسى
لابسة الأيام عريانة فرح
مُتململة خوف ، صباح ومِساء
حفرت زرعت والدنيا عِشاء
لاقاها السر ....
سلّم وأهداها نظرات ونسة
وبلهفة سرح شاف الجواها
مُضمره فاتنة وكأنو نِسى
___
التاج مريودا
خافياهو الريدة
وماسحاهو أتر
وفي وسواس الليل إشتاقت
ويقين الصَبُر الفيها كَفر
لملم خطواتو وجاها سريع
يا بنية إتصبري الباقي جَبُر
وفي لحظة الخوف أداها أم كف
حمر عينيها خلاها جَمُر
رجعتْ تستغفر
وتتنهد هم
وتضحك بحذر
شان الجيران ما يسمعوا جِنها
ويقولوا عليها دي فاطة سَطُر
اها يوم التاج مخمور شوق لط
والشوف عاميهو وحالو خطر
صرخ السُرة.......
مفضوح أنا جاييك تسقيني مطر
يا السر سوق صحبك
تاويهو بعيد
وعيهو وقولو ما يملاني فَقُر
أنا صاحية عليهو
صابرة و واعية
مُنتظرة الباب يدقّا شُكر
وينساب الريد في عُشةِ حلال
مليانة عِيال
مُتجملة رقيص
دوبيت وشِعِر
وطقطق الباب
دفر الأوجاع
صحت المتوهمة في الريدة قمر
قامت مستعجلة على الحواشة
تكشر حال اليوم تنهر
غجرية ملامحا والأسلوب
لا حول الله يغويك بحر
قالت:....
أنا محظوظة
والسر والتاج ما شافو فهم
ما أنا ياني جميلة
وساحرة فريقنا أسماع ونظر
وفي زاوية بعيدة
سمعت صوت
بيقول يا السُرة
هووووي أوعاك نفسك تغريك
تهديك المُر بدل السُكر
وسمعت صوت تاني
يا السُرة كفاك شقي الأوهام
إتمايلي هزي شبال وسفر
اها ضاعت بين الصُح والصَاح
إحتارت وصاحت جواها شَرر
مضت الأيام
أعوام أعوام
السر في ضياعو
هناك سافر
والتاج استنكر
نسى ريد السُرة
وأخد التاية
بت عمو القالت بيهو بتفخر
وفي يوم أغبر
مشؤوم وحشة
كان جانا خبر
أنا ما صدقتو
يوم فايض هم
السُرة وداعك
كان دمعو دُرر
سافرت وكل الناس تتهامز
تتربص بيكِ شُكوك وعَتر
إلا السر عاد
كشف المستور
وبكاكِ كتير
قال فيها صفا
مُحال يتنجس ويبقى عَكر
أنصف خاطرك وفاء وتحنان
وفيك أبحر
قال كما العذراء في طُهرك
لا مسها جن لا حتى بشر
وفي جوطة الوجع الفي عينيهو
إتملكو خوف وما فكر
كيف الأجداث ملكوت أهات
والرحمة طريق للريد أخضر
والكل غافل محتاج صفعات
شان تصحى اللوعة
تهدي العاشقين
دروس وعِبر
ومهما الأنسام هبت بالشوق
تتراقص فينا الضحكة أمل
#NAwader
#السنبلة
كقصيدة بلا عنوان
كفكرة بلا وسيلة
كسجع دون سحر
وكومضة بلا بريق
كمُراهقة بلا أشعار
كخريفِ بلا أشجار
وككتاب بلا أسفار
تناديني أنتَ الآن
كأن الأمس يَسلبكَ
حقوق العهد في إهدار
كأني أنا بواقي الليل
حين تَلوع الأسحار
وكأن الصمت في حرمي
كتهويدة تعاقبني
وترجمني بلا استقرار
نداء الهم يكدرني
ويبكيني
فما عادت لأجفانك
أي وقار
تعال إليَّ يا سهري
لأندبكَ
وأرسمكَ
كما تشتاقكَ الأقمار
كما الهدباء حين تغازل
وتنضحُ شبقًا في استرسال
كما الأيام حين تضج بالأوجاع والأفكار
كما الخنساء تبكيكَ ضياع الحرف والأطلال
كما الأيات ترشدكَ سفينة نوح والأسرار
كما عيناك تُنسيني
مواساتي
وآهاتي
وتبريحي والإزهار
كما المحراب يؤنسني
فيلهمني إلى ذاتي
ويكتبني بلا أعذار
كما المحبوب في قُدسٍ
لا يلهيه رمي الأحجار
كما الأشواق في صدري
تثور فتهدم الأسوار
فلا أقوى عليها أنا
ولا في صباحي أحملها مع الأذكار
كما العادات في بلدي
نضاعفها
نبجلها
فتُلهينا
وترهقنا مع التكرار
كما الإعجاز في بيت حروفه بحر بلا تيار
كما الحرية في وطني
تُنادينا
فنطلبها
وتسمعنا
فنُهديها
نبض الدم
فيستشهد
لها ثُوار
رابط (كما الحرية في وطني) على قناة التلجرام
أعشق التحديات التي تربطني بك
وأغوص عمقًا في لحاظ عينيك، أطوف وأنجو من وذر الدمع
فأرتطم بك دهشة وسلوانًا
وأحتميك جسرًا يناهض الفرح البعيد بأبجدية اللقاء السرمدي
ثم أنتشيك لوحة بألوان غجرية
تشبهني حين أغويك شوقًا
فأحترق أنا
ليتك تعلم كيف التلذذ بخيالاتك متعب وطيب حد السخاء
سأذيعك سرًا يا بعضي
أتعلم كيف كان سيكون قدري لولا ابتسام ثغرك ؟!
وإني لأشتاقك في الحنايا
والخفايا
وإني لأشتاق بلا نهاية
كالمواسم ثغرها
لمح احتياجك
واحتجاجك
في بقايا الصمت
دون راية
دون أن تتشرب الأشواق نخبك في رواية
دون أشيائي المُبهمات
الغامضات تعطشًا
قُبلاً تداعب مبسمي
وترده قتلًا وحبًا
ثم لا أجد الضحايا
سوى تهشم نوتات شهواك
تسرق الأحضان جهرًا
ترتمي في العنق غاية
ثم لا أجد الإجابة
فالكتابة لعنة
كُتبت على قدري طريق
أخطو فيه بلا نوايا
ثم تنفيني المحطات
إلى بلاد بلا قوانين
تحتويني
بلا هوية
بلا تجسس
بلا انغماس في المواضي
وانهزامي حين شوقك
بلا مُبرر أو حكاية
#NAwader
عندما نفث رأسي ذكرياته
خرج للتنزه رأسيًا
وجدته بين الغيمات
ينظر تحته المرتفعات التي كان يهابها
#نوادر_إبراهيم
أنا على علاقة جيدة بالطبيعة؛ نشأتُ بين مشاريع قصب السكر ووجوه العُمّال، أستيقظ وسط أحاديث العصافير والأغصان، أدندن ألحاني الصاخبة قبل أن أفرش أسناني بالأراك، تخبرني جدتي بأن صوتي يشبه القُمرية المزعجة التي تقطع قيلولتها كل يوم، أضحك وبتعجرف أخرج لساني وأجري لألحق بصديقاتي إلى المدرسة، عند شارع البقالة الجميل تستوقفني نبتة صغيرة بين حجرين، أتفحصها عن كثب، أحمل الحجرين بحقيبتي وأواصل خطواتي وببالي النشيد الذي لم أكمل حفظه والمسألة الرياضية التي حللتها حسب نظريتي متمردة على الضرب والقسمة، عند الطابور الصباحي أعتلي المسرح فقط لأكون على علوٍ يسمح لي برؤية شجرة اللالوب التي ببيت عم عثمان حارس المدرسة، فهيبة اللالوب تجعلني شجاعة وقادرة على تأليف الحِكم التي تكبر أعوامي، ينتهي الطابور ويأتي معلم العلوم ليخبرنا بوفاة والد معلم الرياضيات وإنجاب معلمة اللغة العربية لطفلة جميلة لربما ستكون ضليعة في اللغة مثل والدتها وربما تشبهني وتعشق الطبيعة وحكمتها.
ينتهي اليوم الدراسي وأعود إلى جدتي بالحكايات والواجبات الدراسية التي لا أرى منطقية لاجاباتها، أشعر بالدغدغة كلما قرأت قصة الفأر الشجاع، كنت أبالغ في تحليل مواطن الشجاعة لفأرٍ ساذج لا يستطيع تفادي خطر المصيدة، لا لا، ليست مبالغة إنها الطبيعة التي تجعلنا سواسية ونتبع غرائزنا بين مدٍ وجزر.
ما زلت كما أنا أحاكي طفولتي وأجمع الحجارة، أختزن طاقتها، أُلونها وأُغلفها بحرص، أطلق عليها صفات أو أسماء حسب مزاجيتي، ما زلت أذكر النبتة الصغيرة المحاصرة بالحجرين، أظنني أنقذت مصيرها، رأيتها بالأمس شامخة لم يقتلعها أحد، فظلها عظيم وقربها دافئ، أما ثمارها مشاكسة تقع من الأعلى وتكاد تهشم رؤوس المارة، هكذا هي الطبيعة تعطي لتُعلم علينا ونتذكرها.
أنا سعيدة بطبيعتي الاكتنازية، ما زلت أصادق الأوراق اليابسة، والورود الجافة، ما زلت أحمل هم الشجيرات الصغيرة، أجمع الحجارة بألوانها وأحجامها المتباينة، ما زلت على طبيعتي أعشق الشوارع وأثر الخطى، أراقب الشروق وأكتب مثلما الآن _أمام غروب الطبيعة الساحر.
#نوادر_إبراهيم
#نوادر_إبراهيم
_شُفتو
نومة الصباح
الحلوة ديييك
بتفج نسايم الحوبه فيكَ
وتَعُمك إندياح
شفت الحلم فجرية الشوق والوَعِيد كان انفتاح
والعيب بِكِر توم المَسَاوِي ود عمهم كان االصَلاح
وإتهشمت كل القساوة وإتفجرت في الكون رماح
فأصابت الأيام شلل
وإتحركت عُنوة وعِناد
قامت جري هزمت خُلوق
الوجعة والآه والنواح
ومحطة في سكة عجب
صفر قطار التقوى وَدع
قُنُوطك والفلاح
وسريع سريع كل الخضوع الفيكَ صاح
ما سِمعَتك نفسك الآمراك سوء
ما أدتك دمعات صياح
و يا لطيف من الضياع
متوعك إنتَ
واقعات ذنوبك بدون متاع
كَفرتَ بكل الوعود
كل المعالم والبِقاع
حَفَرت صُدودك
رِدة ورجوع
شَالت عَداوتك
شوف وإستماع
وإتذكر...
إنتَ الطاوعتَ الريده تجيك
وتتجاهر فيك، أمرك مُطاع
وإنتَ الأسرفتَ في قُربك ليك أبحرنا إليك
بهجتنا شِراع
شبعتَ الجوع الفيكَ ألم
عطشتَ الروح أوهان وصُداع
كدي جرب توب
وأتصالح تاني
ما التوبة كريمة
بترحب بيكَ، سلام وصراع
جرب أسجد وأركع وسبح
وأطرد شبح الشِرك الضاع
ما ناقص إنتَ زيادة ليل
ونجوم الليل ما ناقصة ضياع
رُد الأحلام تتبشر فال
تتحسس نبضك
ضُمها فيك
أهديها أمل تهديكَ يراع
أكتب أفراحك بالتهليل
أحصد تبجيل
والصاع بي صاع
شوف السمحات راجيات ليلك
رقصات وهجيج
والهم جعجاع
إلا الأوتار العازفة خُطاك
متربصة حالفة تنسى الأوجاع
#NAwader
#السنبلة
رابط النص على قناتي في تطبيق التلجرام
-قالت :
في يوم صِبح عِشقي الكلام
إتورطت عينيا شوف
ورُبط قول (اللّم) بي قاف
واترجمت صحة عقل
وكان (القلم)
صديق آلم
ومنديل دموع
ورافع بلم
وفي يوم شنيع
إتشاكلن بنوت فريقنا
الجاريات
ورا الوهم
العاديات
بلا فهم
الجائعات
فاقدات نَهم
الجاهرات أصواتن الفاقعة الصبر
المُرهقات روقة وجشع
إتشاكلن بس شان وِليد إسمو (الربيع)
ذايع حديثو في كل البيوت
مشهودلو بي همة وشجاعة
مفتول عضل شامخ صمود
متعالي ما شاف الجمال
وبنوتنا ضجن في سكوت
كيف يسحِرِن?!
وما يعبِرِن!!!
وكيف يمشي ما يختار حبيبتو
ولا يُنضم النظرات سُبات
إتشاكلن
وإتعّورن
ِإِتماعطن خُصل السواد
وسواد عيونك يا الربيع
جنس محن لو شفتهن
متشحتفات والحال يحنن
كمراهقات بعد العمر شخبط تجاعيد وشِهِن
وأنا في جواي ضحكت زيييين
شمتاااانة
والحمدلله ما بَشبَهِن
أنا يا الربيع بس بشبهك
عمرك قصير في بلد السُمر
جَنوك ربيع لى هَمهِن
وأنت في هموم
بتعد في يومك وهو العُمر
وأنا قليبي ما بكفيهو يوم
وأتعلقك
وأتولفك
وأتشهقك نفحات صباح
وأعشقك
خليك للبنوت أمل
وخليك لأحلامن وطن
وأنا سيبني للسين والجواب
أتحاورك
وأتشاورك
وأتعاهدك عهود ثواب
وأكتب فصولك في جواب
وأحكيلك الشوق السرق مني العذاب
وأتعذبك في ريقي موية وصفحة ناصعة في كم كتاب
#نوادر_إبراهيم
رمم ذلك الحطام بأعجوبتك؛ هيا لنصنع قهوة بنكهاتك.
أستطيع أن أطرز هوامش حديثي معك، ما رأيك بآخر عناق عند نهاية المجرة؟.
بوتقة جميلة بخصرٍ مقعر، تلك اللحظة التي حاصرتني بها بأعينك.
عند حانة الغرباء الصامتة، كان كأسك يصدر ترانيمه، فاضحة خفقانك بي.
ليتني كنت راقصة طويلة، كلما شاح نظرك إلى الأفق _تشكلت بسحابة غزيرة وأمطرتك بخلخالي ميلًا وطربا.
تدفعني الأسطح العاكسة إلى تخيل طبقاتي الشفافة، أجدني مكونة من أرواحٍ غادرتها ذات خيبة.
#نوادر_إبراهيم
وصل غروره قمة جبهته، لا يقبل الآراء والنقد، عبارات المدح البسيطة كانت تغضبه ظنًا منه أنه يستحق التبجيل والأُبّهة، اعتزله الجميع حتى العصافير التي كان يحادثها صباحًا، مكان عمله أصبح جحيمًا بالنسبة لشخص شأنه يلدغ كل مَنْ تودد إليه بالاحراج، أصبح يؤلف سيناريوهات شائكة، تُجمل صورته وتخرجه بطلًا بأزياءٍ مزركشة، لكن روحه كانت تتآكل شيئًا فشيئا، لم أعد صديقته المقربة، كنت أراقبه من بعيد حتى لا يبتلعني خرطوم تسلطه، ذات يوم تنازل عن فخامته وراجع بريده الالكتروني، وجد رسالتي التي بعثتها قبل أشهر، كتب لي رسالة طويلة، أعتقد أنه يحاول أن يتعافى من جنون عظمته.
#بارانويا_صديق_افتراضي 1
#نوادر_إبراهيم
كنت امرأة لا تجيد قراءة قلبها، لا تهتم لخفقانها المضطرب، تهرول إلى غابات الشوك وتحتضن هجير أمسها، تدمي وتبكي سوادًا، تحاول أن تجمع قطع المرايا لترى انعكاسها الهش؛ كنت لا أقوى على فراق وسادتي، أبللها حد الارتواء، أتذوق ملح أعيني بنهم، كنت قلقة من كل شيء، أواري جسدي بالورق، أخاف ريح الصيف وكرم المطر، تهدهدني عيون الشمس إلى أن أنام على جذع ذكرياتي، كنت جوفاء يملأني السراب، أشاكس بعض أحزاني لأُراقصها على إيقاع نحيبي، أضمُ أشلاء التمني، أصنع مهادًا بنفسجيًا بعطر الغياب.
كنت امرأة شاحبة، تدغدغ خدودها ولا تبتسم، أضع أحمر الشفاه أحيانًا وكثيرًا ما تهزمني الأيام وترسم الرماد على شفتي، كنت يافعة بروحٍ عجوز، أرغب بالرقص رغم خشونة حظي، أضحك ولا أسمع صدى أنفاسي، كنت وحيدة بلا رفقة، دوائي سقف واسع وورق أصفر يدس بوحي الثقيل، كنت بلا جدوى، بلا بصيص، بلا شعر، بلا سترة، أعشق الشتاء وألعن الظلال التي تذكرني بالأمل.
كنت امرأة لا تعرف طريقها، تحاكي الليل في طقوسه، تواسي المارة والشوارع، تحرق صدرها بالتأوه، تشتكي إلى فراغها وتنام؛ كنت أنتظر الربيع، الورد الأبيض، زنابق العسجد، والندى الخجول، كنت ممتلئة، ينقصني الهواء، ويشدني الضياع إلى حضيض اللا شيء.
كنت امرأة تعزف اللقاء، وتحكي تراجيديا الوجود، تنهل من صفح الوداع، وتكتب لغريبٍ يجهل ماهيتها، كنت عاشقة للغرباء، يعرفون الطريق إليَّ، يسألون عن اسمي وعمري ومقاس خصري، يسألون عن كل شيء عدا ما يسعدني.
كنت امرأة لا تعرف الحياة، تبحث عنك في وجوه الغائبين، تنتظرك عند نهاية حلمها، تطرز لك كل ألوانها، تنتظر الربيع لأجلك، تكتبك غريبًا، تعرف صوتك وشوقك، تتفحص ملامحك، تدرك نظرتك، ترتجف من لمس أنملك، تجاريني أنت وتحاصر لذّتي، تطبع على ثغري بدايتك، لينتهي بي الوله بين راحتيك، أولد من جديد، أخالط عبثيتي، بين الزوال والأبد -أغوص داخلك، أسلب حقي وأفرح.
كنت امرأة بارعة في محاكمة نفسها، لا تغفر هفواتها، تسلك الطرق المختصرة إلى الضفة الأخيرة، تضفر قيدها بحنكة، تثبت أقدامها على الجمر وتركض نحو النهايات، كنت ساذجة لا أُضحك كثيرًا لكنني أحدق في أعين اللصوص أحسبهم أطفالًا، أناولهم حلوتي والحليب.
كنت امرأة بخيلة، أحسب أنفاسي قبل القُبلة، أتلصص على وجه الغريب، أصفع توقعاته بتأنٍ ثم أشرد في عينيه مبتهلة، خاضعة لخوض تجربةٍ شبقة، تكتبني أنثى معطاءة، خلقت لأجل خافقك، تنشد صبابتها برقصة، وصوتك كالموج يسافر بي إلى عوالمنا الموازية.
كنت امرأة تكره كونها امرأة، بجسدٍ جبار، تقاوم تحرش الجوع بأطرافها، تقتل أنينها كلما اشتاقت، تحبس متعتها في لحظة، لحظة مقدسة بين وجهين في تأهب متسارع لالتقاط صورة.
كنت امرأة جائعة، تطرق أبوابك برقة، تسألك الدفء والنشوة، تلعن شمعها الأسود، تنير داخلك الرغبة، تفتنك بكلامها عنك، تربت عليك، تتكئ على كتفك، هائمة في روحك، تنادي عليك.
6.7.2021
#نوادر_إبراهيم
في ليلةٍ
لا تُشبه الليالي الغابرة، كانت تُقاسم نبضها النبض والآه، تتشبثُ بحوافِ النجاة فتعضُ
نواجذها وتتصبب عرقًا من فرطِ التمسك، تزدحم الصور أمام أعينها فتصنعُ زخمًا من الجلادة
والإقدام؛ تذكرت الأمس والوعد على أرضٍ كانت تحملُ لها قُبْل الفرح والياسمين، رأت
موقعها من القدر فحمدت وشكرت ثم ثَنَت على جبينها بكفِها ضربة حَسِبتها طفيفة لكنها
كانت كافية ليرتد صداها على جدران الغرفة المضيئة؛ عادت تُكابد ضعفها محاولةً صَفْع
وجعها بنظرةٍ تُثقب ثغرات الدقائق، وتُعيد لها بعض من انتصاراتها على الزمان، ذلك الزمان
الذي سلبها الظهر والحماية، وأخذ منها كل ما ملكت من أسباب تستحق الحياة، حتى ظنت أن
رحلة أنفاسها قد أوشكت على الرحيل، إلا أن رحمة السماء وسعت كل توقعاتها فألهمتها بذرة
ودعاء، كان يُعانق مِهاد عشقها عند كل ليلةٍ مجنونة عاشتها؛ غمرتها الابتسامة بدمع
وانكسار رغم ثباتها، كانت تعلم أن للكون قدرة هائلة على ترميم الخدش والجرح وحتى الفراغ
يمكنه الاكتفاء والتشبع من التجارب والدروس، بيد أن فراغها كان مختلفًا، فراغ الروح
والرفيق، رفيقها الذي حارب صِعاب الطرقات لأجل مشاركتها الحُلم والشغف، شغفها بالأمل
والحب، حيث كان هو حُبها وقلادة حظها من الأمنيات، تَوجها في يومٍ ميمون ملكة على قلبه
وتاج على رأسه، وبعد فترة قصيرة من فيض اللقاء الحلال والصادق ثارت القلوب الطيبة في
أرض الخير على الظلم والفساد، طلبت حقوقها فأعلنت النضال من أجل الحرية والسلام، وكان
الرفيق أول من سَلَكَ الشارع وهبَّ صوب هتافات الصمود والبسالة، استمرت مواكب الثورة
رغم الدماء والرصاص، رغم دموع الأمهات وقلق الحبيبات، وما بين الاعتقال والفقد اشتعلت
الحناجر فانفجرت براكين من غضب وإيباء، ثم توحدت الصفوف دون انشقاق وريبة، دون محاصصة
في فداء الوطن والإنسان؛ وها هيَّ الآن الرفيقة تعود لتجتر الأيام الأولى من نبأ حياتها
الثانية، تلك الحياة التي وجدتها داخلها بعد طول معاناة وشقاء، ها هيَّ تحتمل طقطقة
الألم في أعصابها، تلتوي أحشائها وتنبسط في قسوةِ مخاضِ طويل، أفقدها جُلَّ حولها وقوتها،
لكنها ما زالت تهتف بركيزة صامتة وتتقدم نحو الخاصرة والوجود، تُدرك أن ثورتها لها،
وستنتصر رغم هوان جسدها، ستخرج إلى العالم بهويةِ عظيمة، تشبه رفيقها الأسمر، وتحمل
كل جيناته الأبية، وتثبت لها أن الحياة تستحق أن تُعاش مرتين وأكثر، رغم أنها في الواقع
مَرة ومُرة عند كل كبوة، لكنها كفيلة بنا وبحكاياتنا، جديرة بالثقة والمحاولة والنهوض
مجددًا ثم المضي نحو بوصلة تفهمنا فنحدد بها مَنْ نكون، وإلى أي الأوطان ننتمي؛ هكذا
كانت الرفيقة تروض نوبات طَّلْقِها وتخفف حِدتها بتخيل ما بعد الخلاص، ظلت على هذا
المنوال إلى أن أتت لحظةً حاسمةً خارت فيها قواها وكانت بين صلابتها وتوترها تقاوم
فقدان الوعي، التف كل مَنْ كان بالغرفة حول ثباتها، فهرعت الطبيبة في مناداتها علها
تسمعها وتساعدها أكثر بالدفع والمقاومة، وقد سمعت ورأت الرفيق كطيفٍ أو كان حقًا
أمامها، مدّ يده فحمل عنها ما تحملت من عناء، وما إن شدت على يده حتى نالت ما انتظرت
فسمعت صرخة ملائكية صغيرة وشجاعة، دمعتْ عيناها فخالجتها مشاعر من فرح وامتنان، فخر
وكبرياء، والكثير من الحزن بعد أن حملت صغيرها ونظرت حولها، لم تجد رفيقها الشهيد لكنها
تحمل ابن الشهيد، فوجدت ملامحه الثائرة عليه، كأن الحياة تطبطب على قلبها بصرخة، ثم
راحت تفكر باسم له، يُليق بوالده واحترامه، يُليق بالحرية والسلام، اسم يذكرها كل مواقف
النضال فكان نصيبه اسم (ثائر).